Tuesday, July 11, 2006

 

صلات الجعليين مع شمال افريقيا

صلات الجعليين مع شمال افريقيا أقدم الصلات هى مع مصر الفرعونية ، فقد صحبت معتقدات و ممارسات مصر القديمة توسعها العسكرى و السياسى فى السودان ، اذ شيد معبد لاله الدولة ( آمون ) فى جبل البركل ( شمال غرب منطقة الجعليين الحالية ) و اصبح جبل البركل كعبة للسودانيين و المصريين ، و فيما بعد للمتعبدين الرومانيين .لقد قويت الصلات مع شمال افريقيا ( المغرب ) خلال المد العربى و انتشار الاسلام فى افريقيا . فالتراث المرتبط بتحركات بنى هلال فى افريقيا خلال القرنين الثالث و الرابع هو تراث مشترك بين السودان و شمال افريقيا لا سيما مصر و تونس . فمجموعة البقارة و قبيلة بنى هلبة السودانيتين تدعيان انحدار نسبهما من ابى زيد الهلالى . و تروى حكاية ابى زيد الهلالى بينهم كأسطورة تاريخية اكثر منها كقصة عامة .ايضآ يمثل الاسلام الشعبى المتمثل فى الطوائف الدينية كالشاذلية و التيجانية الارضية المشتركة بين كل من الجعليين و سكان شمال افريقيا كرابطة دينية ايجابية .صلات مع ثقافات غير افريقية كان للسودان خلال الحقبة المروية العديد من الصلات مع حضارات خارج افريقيا و من اهمها الصلات الواضحة بين مروى و الامبراطورية الرومانية عبر مصر و شمال افريقيا . فقد وصل الرومان السودان لاول مرة خلال القرن الاول قبل الميلاد . ثم قويت العلاقات الرومانية كثيرآ بين القرنين الاول و الثالث الميلاديين .كذلك كان لمروى خلال هذين القرنين علاقات تجارية مع الهند و شبه الجزيرة العربية .ادت كل هذه الصلات الى تأثيرات خارجية و رومانية فى المقام الاول و انعكست فى الفنون و العمارة و الدين المروى و القصص الشعبى ايضآ ..الصلات العربية المبكرة بدأت الصلات السودانية العربية المبكرة عبر التجارة و بخاصة على سواحل البحر الاحمر من قبل الاسلام - ثم تبع العرب الرحل هذه التحركات التجارية تدفعهم المواسم الجافة و موارد الجزيرة العربية الشحيحة بحثآ عن المراعى فى السودان . ان تحركات العرب المسلمين التى هزت و حولت الثقافة السودانية بدأت ما بين القرنين السابع و الرابع عشر . واستمر مسار التمثيل الثقافى دون اى حمية تبشيرية نحو الاسلام . ان الصلات مع العرب و دخولهم الى السودان بلغ اوجه خلال القرنين الرابع عشر و الخامس عشر من خلال هجرة بنى هلال الى داخل مصر و تونس و السودان . هذه التحركات و الصلات لم تنعكس فقط فى حكايات الجعليين الشعبية و لكنها انعكست بالمثل فى غيرها من حكايات الجزء المستعرب من السودان . ان قصة ابى زيد الهلالى و التى تعالج علاقات العرب و الافريقين تعكس و توضح بعض مظاهر دخول العرب فى السودان . يناقش عبدالمجيد عابدين انتشار قصة ابى زيد الهلالى فى السودان ، و يرى ان القبائل من امثال بنى هلال لابد انهم حملوا قصة ابى زيد معهم ، و لكن ما ان استقرت هذه القبائل فى السودان حتى تمت سودنة القصة و تحويرها لتستوعب ايضآ الواقع الاجتماعى و السايكولوجى و العرقى للسكان المحليين .

Comments: Post a Comment



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?