Tuesday, July 11, 2006

 

الجعليين والثقافات الأخرى

يناقش هذا الفصل ثقافة الجعليين فى علاقتها بمختلف الثقافات التى ربما تكون قد أثرت فى الوضع الراهن لتراثهم . و يتم ذلك بتتبع الحركات و الصلات التى توجهها عوامل سياسية و دينية و اقتصادية ، ذلك لأن الصلات توحى بامكانية الانتشار الثقافى .علاقات القرابة و الجوار للجعليين صلات نسب و قربى بكثير من القبائل السودانية .. فهم يرتبطون و بقوة بعدد من القبائل التى تنتسب للمجموعة الجعلية بمعناها العام . توضح حكايات القبائل الجعلية بمفهومها العام صلات قربى مع حكايات الجعليين الخلّص . كذلك للجعليين صلات امنية مع قبائل اخرى مثل البطاحين الذين تمتعوا بعلاقة الحامى و المحمى مع الجعليين و ادعوا نسبآ جعليآ ، فى حين تقول حكايات الجعليين الشعبية ان علاقات الجعليين و البطاحين علاقات ذات طبيعة مكانية ، اكثر من انها صلة قربى . و تتفق فى ذلك القصص التاريخية للجعليين مع وجهات النظر التى عرضها المؤرخين .العلاقات الاقتصادية تعامل تجار الجعليين مع العديد من الافريقين و الآسيوين و بعض سكان الشرق الاوسط . كانت شندى مجمع للقوافل التجارية من مختلف انحاء افريقيا و الجزيرة العربية ، و قد ادت مثل هذه الصلات الى استقرار اعداد من غير الجعليين بشندى . يذكر بوركهارت الذى زار شندى خلال العقود الاولى من القرن التاسع عشر ، ان من بين سكان شندى المستقرين فى ذلك الوقت تجار من سنار و كردفان و دارفور و دنقلا . كذلك استقر بشندى و بربر اعداد كبيرة من السكان بما فيهم غير السودانيين و معظم هؤلاء مصريين اختلطوا بالسكان المحليين . و يظهر تأثير السكان المصريين على ذخيرة الحكاية الشعبية فى حكايات " محمد الابكم " و حكايات " العوض عبد الماجد " الصلات مع غرب افريقيا تشير الكشوفات الاثرية و التاريخية الى امكانية اتجاه الاتصال الثقافى من حوض النيل الى كردفان فى الغرب . و من كردفان الى دارفور و فى اتجاه الغرب الى اجزاء اخرى من غرب افريقيا .لقد قويت بعد انتشار الاسلام فى غرب افريقيا الصلات الثقافية بين غرب افريقيا و السودان فى رحلتها الى مكة . ان اكثر الطرق المأهولة من السودان الى مكة هو طريق اسيوط – سنار او شندى – بينما يفضل حجيج غرب افريقيأ طريق شندى عاصمة الجعليين اكثر من غيره .يشار الى حجيج غرب افريقيا بلفظ " تكارير " نسبة الى مملكة تكرور القديمة التى نشأت فى حوض السنغال حوالى عام 1000 قبل الميلاد و التى كانت اول مشيخة تعتنق الاسلام بغرب افريقيا . و تشير حكايات الجعليين الشعبية الى هؤلاء التكارير و ترد بين فصولها و فى طياتها رحلتهم الطويلة على اقدامهم ، و من امثلة ذلك استعمال الفعل " تكرن " المشتق من كلمة " تكارير " ليعنى مسافر على قدميه مسافة طويلة ، و قد استخدم هذا الفعل فى حكاية " محمد الاسد " ليصف كيفية هروب محمد الاسد من مصر الى السودان قاطعآ مسافات طويلة بعد ان هاجمته جماعة معادية .

Comments: Post a Comment



<< Home

This page is powered by Blogger. Isn't yours?